أغرقُ في هدوءٍ مزعج، كانت أصغر الأصواتِ تضايقُ أذني، صوت خرير نقاط الماء، صوت الهواء الذي يحرّك أغصان الأشجار بخفة، حتى لحظات تنفسي وخروج الهواء من أنفي كانت تكاد أن تقتلني، لا أعرف سبب هجوم هذه الأصوات علي، لكن لا يهم فالضوضاء كانت تداهم رأسي أكثر .. كانت الأفكار تتصارع مع بعضها البعض وأنا المستمتع المسكين الصامت عن كل شيء يحصل أمامه دون جدوى مثل الذي يخضع لكل شيء وليس بيده حيلة فيما يحدث، كان لا يعرف شيئًا سوى أنه قد سحق من قبل أفكاره، هل تعي ما معنى أن يُهزم الشخص بسبب رأسه الذي لا يهدأ؟ ولا أسوأ من أن يموت الإنسان وسبب موته هي نفسه، نفسه التي لم يستطع يومًا أن يفسرها
الجاسم منيره
لم يصل بعد